اعلام الجامعة / فلاح الحجامي
نشرت مجلة جامعة ذي قار العلمية في عددها الثاني من المجلد الرابع عشر لشهر حزيران لعام 2019 دراسة وثائقية نشرها التدريسي في كلية الآداب الأستاذ المساعد الدكتور شاكر حسين دمدوم تناولت انتفاضة عشائر سوق الشيوخ عام 1935م ضد حكومة ياسين الهاشمي رئيس حكومة العراق آنذاك ، مسلطةً الضوء على تلك الحقبة من تاريخ عشائر جنوب العراق ومتناولةً أسباب اندلاعها وما آلت إليه تلك الانتفاضة.
وقد عزت الدراسة تلك الانتفاضة نتيجة للسياسات التعسفية التي اتبعتها الحكومة ضد اهالي المنطقة وعدم جديتها في تنفيذ مطالبهم حيث شجع على اندلاعها تأييد ودعم المرجعية الدينية في تلك الفترة ، وسلطت الدراسة الضوء على أسبابها ومنها تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لعموم العشائر والتضييق الديني واستمرار نظام السركلة الذي طالبت العشائر بإلغائه كونه نظام يسرق قوت الفلاحين ويفرض عليهم الأتاوات بالاضافة الى معارضة قانون الدفاع الوطني المعني بالتجنيد الإلزامي للفلاحين .
واشارت الدراسة الى ان عشيرة حجّام كان لها النصيب الأوفر في تأجيج الأوضاع في سوق الشيوخ لما لهذه العشيرة من ثقل اجتماعي بين عشائر المنطقة ، كما تناولت الدراسة التطورات الميدانية للانتفاضة بإسهاب حيث أسفرت عن مهاجمة المنتفضين لمركز سوق الشيوخ ونواحيه والاستيلاء على مخافر الشرطة وقطع طرق الإمداد والاتصالات ، حيث شجع ذلك بقية العشائر الأخرى المحيطة بلواء المنتفق الى الانتفاض ايضا .
وعزت الدراسة أسباب فشل الانتفاضة الى استخدام الحكومة لبعض شيوخ العشائر للقيام بدور الوسيط بينها وبين المنتفضين مما افقدها روح التأييد الشعبي الواسع خاصة بعدما لجأ المنتفضون الى أعمال السلب والنهب وحرق الأسواق اضافة الى استخدام سياسة المماطلة والتسويف من قبل الحكومة خلال المفاوضات للتفريق بين رؤساء الانتفاضة وخلصت الدراسة الى ان انتفاضة سوق الشيوخ عام 1935 كانت عشوائية غير منظمة وتفتقر للتنسيق بين العشائر فيما بينها مما سهل قمعها .