باستخدام الذكاء الاصطناعي القابل للتفسير Explainable AI
تمكن طالب الدكتوراه مرتضى سرحان السعيدي والتدريسي في كلية الهندسة جامعة ذي قار مع مجموعة من الباحثين من دولة ماليزيا من انتاج اول خريطة عالمية للأماكن المناسبة لتركيب محطات طاقة الرياح و الطاقة الشمسية الكهروضوئية ضمن بحثه الموسوم “Global Spatial Suitability Mapping of Wind and Solar Systems Using an Explainable AI-Based Approach” ( رسم خرائط الملاءمة المكانية العالمية لأنظمة الرياح والطاقة الشمسية وذلك باستخدام نهج قائم على الذكاء الاصطناعي القابل للتفسير ) والذي نشر مؤخرا في مجلة ISPRS International Journal of Geo-Information (Q1, CiteScore 5) .
حيث يعتبر تحديد المواقع الملائمة لتنصيب مزارع الرياح والطاقة الشمسية خطوة إستراتيجية نحو ضمان مشروع منخفض التكلفة وعالي الأداء ومستدام، في الوقت الذي ينظر فيه الى طاقة الرياح والطاقة الشمسية على انها من اكثر مصادر الطاقة الخضراء نضجًا وشعبية على مستوى العالم بسبب درجة نظافتها وتوافرها وعامل السعة وتكلفة البناء مقارنة بمصادر الطاقة النظيفة الأخرى.
وأفاد الباحث انه وظف مواقع اكثر من 55000 محطة فعلية لطاقة رياح والطاقة شمسية منتشرة في جميع أنحاء العالم مع مجموعة البيانات الجيومكانية لثلاثة عشرة عامل تكييف في تدريب ثلاث خورازميات للذكاء الاصطناعي وهي Random Forest و Support Vector Machine و Multi-layer Perceptron . ثم تلا ذلك استخدام نظم المعلومات الجغرافية GIS في تمثيل مخرجات النماذج التنبؤية الاكثر تفوقا.
حيث تم انتاج ثلاث خرائط عالمية: في الخريطة الاولى والثانية يتم تمثيل درجات الملائمة المكانية لاستثمار الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على التوالي بينما تمثل الخريطة الثالثة الاماكن الملائمة لتركيب المحطات الهجينة التي تعمل بالرياح والاشعاع الشمسي.
اذ اشارت الخرائط العالمية التي تم انتاجها الى ان 26.84 مليون كيلومتر مربع من اليابسة حول العالم تعتبر مناسبة لنشر توربينات الرياح وتتركز في المناطق التي تزيد عن 30 درجة في نصف الكرة الشمالي وأقل من 30 درجة في نصف الكرة الجنوبي. وتعد أمريكا والأرجنتين وروسيا وكازاخستان والصين من بين الدول التي كشفت عن مناطق واعدة لاستثمار طاقة الرياح.
بالنسبة للطاقة الشمسية كانت الخرائط اكثر تشجيعا حيث اظهرت ان حوالي 50.31 مليون كيلومتر مربع من اليابسة مؤهلة بشكل جيد لانشاء مزارع الطاقة الشمسيةو تعد المناطق الواقعة على جانبي خط الاستواء ، مثل إفريقيا ، وشمال أمريكا اللاتينية ، وشمال أستراليا ، وأجزاء من الشرق الأوسط وجنوب آسيا هي الأكثر ملائمة لزراعة الألواح الكهروضوئية الشمسية.
اما بالنسبة للعراق فقد كشفت نتائج البحث عن ان مناطق الجنوب والجنوب الغربي هي الاوفر حظا لحصاد الطاقة الشمسية بينما كانت المناطق الجنوبية الشرقية واجزاء من شمال البلاد ذات مؤشرات جيدة لتركيب توربينات الرياح الحديثة بارتفاع محور ١٠٠ متر عن سطح الارض.
ويشار الى ان خرائط الملائمة العالمية المنتجة من شانها مساعدة المستثمرين في قطاع الطاقة في وضع اليد على الاماكن المثلى لتركيب انظمة الطاقة النظيفة في ظل استمرار انخفاض تكلفة الاستثمار في هذا القطاع المتنامي. اضافة الى ذلك تعد نتائج الدراسة نقطة انطلاق للباحثين لإجراء تحقيقات أكثر تفصيلاً للفرص الجديدة التي تم الإعلان عنها.