حقق مركز ابحاث الاهوار انجازا علميا لافتا من خلال تحضيره ثلاثة انواع من الأسمدة النانوية العضوية عن طريق اعادة تدوير النفايات العضوية لقشور الفواكه .
و قد ذكر السيد ا.م.د علي عبدالخبير علي مدير مركز ابحاث الاهوار المشرف على المشروع ان فكرة صناعة الاسمدة النانوية محليا جاءت بعد نجاح تجربة المركز سابقا (2019-2020) في استخدام الاسمدة المعدنية النانوية المستوردة من الخارج في زراعة محصول الحنطة على مساحة واسعة تقدر بسبعة دوانم لكن ما يميز هذا المشروع الذي اشترك في تنفيذه الباحثة رحاب سعيد انه صديق للبيئة كون الاسمدة النانوية المستخدمة في المشروع محضرة عن طريق اعادة تدوير قشور المواد العضوية التي تلقى في القمامة كنفايات .
تميزت هذه الاسمدة بجدوى اقتصادية كبيرة و ذات انتاجية عالية من خلال النتائج الرائعة للتجربة العملية التي اجريت في مناطق الاهوار قضاء الفهود على ثلاثة انواع من النباتات الورقية.
اوضح السيد مدير المركز ان التفوق المعنوي للسماد النانوي على السماد التقليدي يعود الى ان الاسمدة التقليدية ذات دقائق كبيرة الحجم تتجاوز 100 نانومتر مما يجعلها صعبة الامتصاص نسبيا من قبل النبات و هذا يؤدي الى انخفاض كفاءتها قياسا بالاسمدة النانوية التي تتمتع بخصائص فيزيائية وكيميائية فريدة من نوعها عندما تكون بالمقياس النانوي اقل من 100 نانومتر .
حيث تمتلك مساحة سطحية عالية وتتحرر ببطء مما يؤدي الى زيادة كفاءة الامتصاص من قبل النبات و هذا يساعد في سرعة تناغم تحرر المغذيات وسرعة الاختراق والتمثيل والحركة مما ينعكس على زيادة سرعة النمو من خلال تنشيط عملية التركيب الضوئي و هذا ما اثبتته نتائج التجربة في الزيادة المعنوية لجميع صفات الحاصل.
يذكر ان تحضير الاسمدة تم بشكل كامل في مركز ابحاث الاهوار اما الفحوصات التي اثبتت نانوية الاسمدة فقد تم اجريت في ايران.
كما واضاف السيد مدير المركز بانه تم اجراء عدد من الفحوصات المهمة على الخضروات الناتجة من استخدام هذه الاسمدة من اجل اثبات سلامتها للاستهلاك البشري كما تم دراسة كيمياء هذه الخضروات من خلال تحليل نسب المكونات الغذائية لها من كاربوهيدرات و بروتينات و فينولات.
و يأمل مدير المركز ايجاد التمويل المالي اللازم للتوسع في استخدام و تحسين نوعية هذه الاسمدة خصوصا اذا ما تم تطويرها بحيث تساعد في تقليل استهلاك المياه و مقاومة ملوحة الارض بغية تسويقها الى الجهات المعنية و بما يعود بفائدة كبيرة على الجميع.