جرت في كلية التربية للعلوم الانسانية جامعة ذي قار مناقشة طالبة الماجستير دعاء( ستار هوني حسين) قسم اللغة العربية عن رسالتها الموسومة ((ديوان مرايا العقول والأفكار للشيخ هادي بن محمد حسين اليعقوبي الخطيب (1396) دراسة وتحقيق)) تحت إشراف( أ.م.د. بسام علي حسين).
وقد جاءت هذه الرسالة كخطوة أولى من خطوات تحقيق التراث الأدبيّ المخطوط لم تسبقها دراسة أكاديميّة أخرى في الدراسات العليا الماجستير والدكتوراه في قسم اللغة العربيّة/ كلية التربية للعلوم الإنسانيّة/ جامعة ذي قار.
اذ حصلتُ الباحثة على نسخة ديوان (مرايا العقول والأفكار) من مكتبة دار مخطوطات العتبة العباسيّة المقدسة، وهي النسخة الوحيدة، التي لم يرد ذكرها في كتب التراجم أطلاقاً، وعندما أطلعت الباحثة عليها، وقرأتها بإمعان أدركت قيمتها الأدبيّة.
ووجدت ناظمها يكشف عن نواحٍ كثيرة في مسيرة الحركة الأدبيّة في مدينة النجف الأشرف، ومن أمثلة ذلك براعته في توثيق وكتابة التاريخ الشعريّ في ديوانه، وعن طريق تخريجها واثباتها لصحة تلك التواريخ الشعريّة، وجدتُ أحد المواقع الإلكترونيّة الرسميّة للعتبة العلويّة المقدّسة تنسب مقطوعة شعرية أرّخ فيها نصب ساعة البرج سنة (1305ه) إلى ناظم مجهول، والأبيات هي من نظم شاعرنا، ووردت في ديوانه.
قال فيها:
ذِي قُبَّةٍ اَلْكَرَارْ حَامِيَ اَلْحُمَّى أَنْوَارَهَا فِي اَلْكَوْنِ لَمَّاعَــــــــــــــةً
فَيَــــــــا مَوَالِيــــــــــهُ بِتَارِيخِـــــــــنَا (بِصَحْنِهَا قَلَّ وَضَعُوا سَاعَةٌ(
وهذا دليل على أن شاعرنا من الشعراء المغمورين لم يكتب عنه، وعن شعره، وديوانه إلّا عددا محدودا من المترجمين في تراجم قصيرة جداً، وبذلك تكون هذه الرسالة هي باكورة نتاج هذا الشاعر، وتحقيقاً للهدف الذي من أجله تمّ السير فيها بخطى حثيثة في سبيل أداء مهمّة مقدّسة في نشر أوّل مخطوطات تراثه الأدبيّ.
وقـد قسمت خطة الرسالة إلى قسمين:
القسم الأول: والذي توزع على فصلين؛ الفصل الأول جاء بعنوان: ((حياة الشاعر هادي اليعقوبيّ البيئيّة والعلميّة))أما الفصل الثاني فقد جاء بعنوان: ((الدراسة الفنية ومنهج تحقيق ديوان مرايا العقول والافكار))أمّا القسم الثاني فقد جاء بعنوان: ((تحقيق ديوان مَرايا العقول والأفكار))،
اما خلاصة البحث فقد انتهت إلى عدد من النتائج نوجزها بما يأتي:
1. إن الشاعر الشيّخ هادي اليعقوبيّ شاعر فذّ كثير النظم بالطريقتين الفصحى والعامية، وله مقطوعة شعرية خالية من نقط ، وكان جلّ شعره في الأغراض الدينية وفي حب آل بيت محمّد, لكنه كان شخصية مغمورة في المجتمع, ولم يترجم له إلا القليل.
2. أعتمد الشيخ هادي اليعقوبيّ التضمين من القرآن الكريم في نظم القصائد الشعرية فكان الاقتباس المباشر بنسبة (20) نصاً , وغير المباشر بنسبة (11) نصاً, فضلاً عن الإشارات إلى الأحاديث النبويّة الشريفة، والأمثال.
3. لغة ديوان مرايا العقول والأفكار كانت لغة سهلة العبارات, وواضحة المعاني, ابتعد الشاعر فيها عن الغريب والوحشي؛ ليضمن استجابة المتلقي.
4. أسلوب الشاعر في معظم قصائده كان أسلوباً تقليدياً, يعمد إلى المُقدماتِ الغزلية في القصيدة, ثم ينتقل بعدها إلى الغرض الرئيسي.
5. بروز السّمة الدينيّة على ديوان مرايا العقول والأفكار وبالأخص غرض الرثاء اعتمده بصورة أساسية، فقد بلغت القصائد والمقطوعات التي نظمها في غرض رثاء (68) قصيدة ومقطوعة .
6. قدرة الشاعر على أسلوب التشطير والتخميس لأشعار نالت إعجابه، وهي من الأساليب الحديثة في الشعر.
7. هيمنة الصور الحسيّة على ديوان مرايا العقول والأفكار وابتعاده عن الخيال .
8. أنمازت أشعاره بكثرة التشبيهات, والتكرار في القصائد, وتنوع الصور الفنية ومزجها.
9. أعتمد الشاعر على أسلوب الحوار بين الشخصيات, في قصائده ليقربها إلى نفس القارئ.
10. تفنن الشاعر هادي اليعقوبيّ في نظمه للشعر فقد اعتمد أسلوب التأريخ الشعري أو ما يسمى الحساب الأبجدي، في توثيق أحداثٍ ومناسباتٍ دينية, تخص محمد وآل محمد ().
11. اعتمد الشاعر هادي اليعقوبيّ تنوع البحور العروضية في ديوانه مرايا العقول والافكار وأكثر استخدام البحر الكامل وقد بلغت القصائد المنظومة فيه (44) قصيدة ومقطوعة.
وبعد مناقشة الطالبة من قبل اللجنة العلمية المكونة من .
أ.د.صاحب جعفر ابو جناح رئيسا /جامعة المستنصرية.
أ.د.علي حسين جلود عضوا /جامعة ذي قار.
أ.د.قاسم خلف مشاري عضوا/ جامعة البصرة.
و دفاع الطالبة عن رسالتها وأسلوب بحثها والنتائج التي توصلت إليها قررت اللجنه قبول الرسالة ومنحها شهادة الماجستير .
