اختتمت وقائع المؤتمر الدولي الموسوم ( الابعاد الاجتماعية للتعليم الاساس بين النظرية والتطبيق) الذي نظمته كلية التربية الاساسية في جامعة ذي قار وبالتعاون مع مركز لندن للبحوث والاستشارات.

والذي امتدت فعاليته ليومي الثامن عشر والتاسع عشر من ايلول الجاري وعلى المنصة الافتراضية zoom، وقد بين السيد عميد كلية التربية الأساسية في جامعة ذي قار الأستاذ الدكتور عبد الباري مايح الحمداني ان المؤتمر شهد حضورا دوليا لباحثين من جامعات عراقية من بابل وديالى والبصرة و عربية من الجزائر و مصر والامارات وفلسطين والبحرين والكويت فضلا عن الجامعة الامريكية فرع الاتحاد الافرو-اسيوي والسودان والسعودية

وكذلك باحثين من مركز لندن للبحوث والاستشارات، اذ توزعت الابحاث على محاور خمسة ( التربوي، النفسي، الاجتماعي، الاقتصادي، والسياسي) تم فيها استلام 60 بحثا وتم قبول 35 بحثا منها لمطابقتها شروط البحث العلمي الرصين .

وزعت الابحاث على ست جلسات ترأسها اساتذة من جامعات بابل و ديالى والجزائر والقدس المفتوحة والسودان وذي قار والجامعة الامريكية فرع السنغال،  وشارك في تلك الابحاث اكثر من 70 باحثا وباحثة اذ تم اختيار عشرة ابحاث متميزة من بين الابحاث المشاركة في المؤتمر.

وشهد المؤتمر اشادة دولية ومحلية كما وخرج بتوصيات استهدفت معايير التعليم الاساس وسبل تطوره و الارتقاء به.

و فيما يلي أبرز التوصيات وأهمُّها:

1- ضرورة إدراج الأشغال اليدوية والصناعات الإبداعية ضمن شعب التعليم الفنى والاستفادة من الإمكانات المادية من ورش وقاعات التدريب بمدارس التعليم الفنى، والإمكانات البشرية فى تحويل المدارس بعد انتهاء اليوم الدراسي إلى مراكز تدريب للعديد من الصناعات التراثية والتقليدية، بما يدعم تحقيق التنمية.

2- تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص في المؤسسات التعليمية لتوفير التطوير للمؤسسات الثقافية، من منطلق المسئولية الاجتماعية نحو المجتمع والبيئة، والتأكيد على المسئولية الاجتماعية للقطاع الخاص عمومًا.

3- تعزيز الدور التربوى للأسرة والمؤسسات الثقافية والاجتماعية والإعلامية انطلاقا من مبدأ التنمية المستدامة للطفولة، والعمل على إنجاز خطاب جديد يستوعب المتغيرات التي جاءت بها المعلوماتية؛ ليكون أكثر انفتاحًا وعلمية ومرونة بما يُلبى الحاجات الفعلية المطلوبة لإدارة الوقت بفاعلية في ظل جائحة كوفيد 19 وهيمنة مواقع التواصل الاجتماعي .

4- ضرورة الاستفادة في مرحلة التعليم الأساسي من مواهب الطلبة في الفنون الجميلة؛ لتنشيط الصناعات البصرية، مثل الرسم والنحت والتصوير بكافة أنواعه؛ لتدريب الطلبة واستثمار شباب الخريجين في مشروعات إبداعية متطورة قائمة على تلك الصناعات، وتعزيز مبادرات الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لدى طلبة التعليم الاساسي.

5- ضرورة توجيه الطلبة في مرحلة التعليم الأساسي للبحث في التراث الحضاري عن القيم الثقافية للحفاظ على الهوية القومية، حتى يتسنى للمبدع ابتكار أعمال فنية خالصة ذات تناسق فنى عالٍ، تمتاز بالأصالة والإبداع.

6- ضرورة التطوير المستمر للخطط والسياسات الثقافية المهتمة ببناء الإنسان، ومراجعتها لضمان جودتها وتلبيتها للحاجات الثقافية وبناء الإنسان، وتحقيق أهداف تلك الخطط.

7- ضرورة ربط المؤسسات التربوية مع المؤسسات التعليمية الثقافية لتحفيز الطلبة المبدعين في مجالات الإبداع المختلفة بمشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وذلك بالتكامل مع مؤسسات التعليم والإعلام والتنمية المحلية وغيرها؛ للنهوض بالمجتمع نحو تنمية ثقافية مستدامة.

8- ضرورة تطوير مؤشر مركب لقياس بناء الإنسان في مرحلة التعليم الأساسي وتحقيق الاستدامة فى التنمية الثقافية؛ ليكون أساسًا لتقييم الأداء التنموى فى تعزيز العلاقة بين الثقافة والتنمية للطالب.

9- ضرورة الاهتمام في مرحلة التعليم الأساسي بتنمية روح الولاء والانتماء القومي، وأهمية مواجهة الثقافة العربية للولاءات الضيقة والعصبيات المذهبية عبر مؤسساتها الثقافية.

10- تفعيل الحوار الثقافي البنّاء في مرحلة التعليم الأساسي واحترام الآخر ودعم الثقة بالذات الثقافية العربية، وقدراتها على الإبداع والتجديد، وذلك في ظل تعاظم ثقافة حوار الحضارات، بالإضافة إلى أهمية تعزيز البعد الثقافي في التنمية عبر القارة الأفريقية والمنطقة العربية ككل.

11- ضرورة الاهتمام بالتنوع الثقافي باعتباره مصدر ثراء، وتعزيز مبدأ الوحدة في ظل التنوع، بالإضافة إلى أهمية إدارة التنوع الثقافي في مواجهة التحديات التي تواجه التعليم الأساسي.

12. وجوب الاهتمام ببناء شخصية الطالب في المؤسسات التعليمية على أسس علمية تعيد صياغة النفوس وتفتح آفاق العقول وتبث روح المواطنة الحقيقة والانتماء.

13.توفير الظروف المادية والاحتياجات اللوجستية وتدريب الكوادر الإدارية والهيئات التدريسية في مرحلة التعليم الأساسي للتقليل من مخاطر العمل وزيادة الإنتاجية العلمية وتخفيض الكلف وزيادة الصحة والأمان للطلبة والكوادر الإدارية والتدريسية.

14- التركيز على مرحلة التعليم الأساسي كونها تضم أكبر شرائح المجتمع وأكثرها حاجة للاهتمام والاحتواء وذلك من خلال تنفيذ برامج توعوية وتدريبية واستيعاب التجارب والخبرات المتطورة وتوجيه الجهود المكثفة لتأسيس فريق عمل متخصص، يقدم برامج تدريبية ويعمل من خلال خطة استراتيجية مرسومة لتحقيق تبادل المعلومات والخبرات بين قادة التعليم الأساسي.

15. ضرورة تبني اتحاد الجامعات العربية وجامعة الدول العربية إعادة صياغة المناهج الدراسية ولا سيما في مراحل التعليم الأساسي وتأكيد إيلاء الإعجاز القرآني للقرآن الكريم أهمية قصوى من باب تكاملية المعرفة وتوثيق أواصر التعايش العلمي والديني للمعلم والمتعلم على السواء.

16. إعادة النظر في الفلسفة التربوية الحالية واعتماد فلسفة تربوية تستطيع أن تخلق من النشء الجديد إنسانا مفكرا معطاء مبدعا متسامحا من خلال توفير الأجواء الآمنة والمستلزمات اللازمة لتحقيق ذلك.

17. الإفادة من تجارب الدول المتقدمة التي خطت خطوات كبيرة في مجال التعليم، مع الحفاظ على هُويتنا العربية وخصوصيتنا.

18. وضع خطط استراتيجية للاستمرار في التعليم في ظل الظروف الصعبة والطارئة.

19. تكوين لجنة مشتركة من جامعة ذي قار ومركز لندن للبحوث؛ لمتابعة تنفيذ توصيات المؤتمر.

ختاما نشكرُ اللهَ سبحانَه، على عونِهِ وتوفيِقِه، ونقولُ لكلِّ مَنْ أَسْهَمَ بفكرِه وجهدِه ووقتِه في إنجاحِ هذا المحفل العلميِّ الدوليِّ.

Recent Posts